" صفحة رقم ٢٣٠ "
وموقع ) عن طبق ( موقع النعت ل ) طبقاً ).
ومعنى ) عن ( إما المجاوزة، وإما مرادفة معنى ( بعد ) وهو مجاز ناشىء عن معنى المجاوزة، ولذلك لما ضمَّن النابغة معنى قولهم :( ورثوا المجد كابراً عن كابر ) غيَّر حرف ( عن ) إلى كلمة ( بعد ) فقال :
لآللِ الجُلاَححِ كَابِراً بعدَ كابِر
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ) لتركبن ( بضم الموحدة على خطاب الناس. وقرأه الباقون بفتح الموحدة على أنه خطاب للإنسان من قوله تعالى :( يا أيها الإنسان إنك كادح ( ( الانشقاق : ٦ ). وحُمل أيضاً على أن التاء الفوقية تاء المؤنثة الغائبة وأن الضمير عائد إلى السماء، أي تعتريها أحوال متعاقبة من الانشقاق والطيّ وكونها مرة كالدِّهان ومرة كالمُهل. وقيل : خطاب للنبيء ( ﷺ ) قال ابن عطية : قيل : هي عِدة بالنَّصر، أي لتركبن أمر العرب قبيلاً بعد قبيل وفتحاً بعد فتح كما وجد بعد ذلك ( أي بعد نزول الآية حين قويَ جانبُ المسلمين ) فيكون بشارة للمسلمين، وتكون الجملة معترضة بالفاء بين جملة :( إنه ظن أن لن يحور ( ( الانشقاق : ١٤ ) وجملة :( فما لهم لا يؤمنون ( ( الانشقاق : ٢٠ ). وهذا الوجه يجري على كلتا القراءتين.
( ٢٠، ٢١ ) ) لله (
يجوز أن يكون التفريع على ما ذكر من أحوال مَن أوتي كتابه وراء ظهره، وأعيد عليه ضمير الجماعة لأن المراد ب ( من ) الموصولة كل من تحق فيه الصلة فجرى الضمير على مدلول ( مَن ) وهو الجماعة. والمعنى : فما لهم لا يخافون أهوال يوم لقاء الله فيؤمنوا.
ويجوز أن يكون مفرعاً على قوله :( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ( ( الانشقاق : ٦ )، أي إذا تحققت ذلك فكيف لا يؤمن بالبعث الذين أنكروه. وجيء بضمير الغيبة لأن المقصود من الإِنكار والتعجيب خصوص المشركين من الذين