" صفحة رقم ٢٣٩ "
الكلام عليه فيجوز أن يكون الشاهد حاضرَ ذلك اليوم الموعود من الملائكة قال تعالى :( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( ( ق : ٢١ ).
ويجوز أن يكون الشاهد الله تعالى ويؤيده قوله :( واللَّه على كل شيء شهيد ( أو الرسل والملائكة.
والمشهود : الناس المحشورون للحساب وهم أصحاب الأعمال المعرَّضون للحساب لأن العرف في المجامع أن الشاهد فيها : هو السالم من مشقتها وهم النظارة الذين يطَّلعون على ما يجري في المجمع، وأن المشهود : هو الذي يطَّلعُ الناسُ على ما يجري عليه.
ويجوز أن يكون الشاهد : الشاهدين من الملائكة، وهم الحفظة الشاهدون على الأعمال. والمشهود : أصحاب الأعمال. وأن يكون الشاهد الرسل المبلغين للأمم حين يقول الكفار : ما جاءنا من بشير ولا نذير ومحمد ( ﷺ ) يشهد على جميعهم وهو ما في قوله تعالى :( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ( ( النساء : ٤١ ).
وعلى مختلف الوجوه فالمناسبة ظاهرة بين ) شاهد ومشهود ( وبين ما في المقسم عليه من قوله :( وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود (، وقوله :( إذ هم عليها قعود ( أي حضور.
وروى الترمذي من طريق موسى بن عبيدة إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة ). أي فالتقدير : ويوممٍ شاهد ويوممٍ مشهود. قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قِبَل حفظه اه.
ووصف ( يوم ) بأنه ( شاهد ) مجاز عقلي، ومحمل هذا الحديث على أن هذا مما يراد في الآية من وصف ) شاهد ( ووصف ) مشهود ( فهو من حَمْل الآية على ما يحتمله اللفظ في حقيقة ومجاز كما تقدم في المقدمة التاسعة.
وجواب القسم قيل محذوف لدلالة قوله :( قتل أصحاب الأخدود ( عليه