" صفحة رقم ٣٠١ "
وقرأ نافع ) لا تسُمع ( بمثناة فوقية مضمومة و ) لاغيةُ ( نائب فاعل، وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بمثناة تحتية مضمومة وبرفع ) لاغيةٌ ( أيضاً فأُجري الفعل على التذكير لأن ) لاغيةٌ ( ليس حقيقي التأنيث وحسَّنه وقوع الفصل بين الفعل وبين المسند إليه، وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروْح عن يعقوب بفتح المثناة الفوقية وبنصب ) لاغيةٌ (، والتاء لخطاب غير المعين.
صفة ثالثة ل ) جنة ( ( الغاشية : ١٠ ). فالمراد جنس العيون كقوله تعالى :( علمت نفس ما أحضرت ( ( التكوير : ١٤ )، أي علمت النفوس، وهذا وصف للجنة باستكمالها محاسن الجنات قال تعالى :( أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً ( ( الإسراء : ٩١ ).
وإنما لم تعطف على الجملة التي قبلهما لاختلافهما بالفعلية في الأولى والإسمية في الثانية، وذلك الاختلاف من محسنات الفصل ولأن جملة :( لا تسمع فيها لاغيةٌ ( مقصود منها التنزه عن النقائص وجملة :( فيها عين جارية ( مقصود منها إثبات بعض محاسنها.
( ١٣ ١٦ ) ) (
صفة رابعة لجنة.
وأعيد قوله :( فيها ( دون أن يعطف ) سرر ( على ) عين ( ( الغاشية : ١٢ ) عطفَ المفردات لأن عطف السرر على ) عَيْنٌ ( يبدو نابياً عن الذوق لعدم الجامع بين عين الماء والسرر في الذهن لولا أن جمعها الكون في الجنة فلذلك كرر ظرف ) فيها ( تصريحاً بأن تلك الظرفية هي الجامع، ولأن بين ظرفية العين الجارية في الجنة وبين ظرفية السرر وما عطف عليه من متاع القصور والأثاث تفاوتاً ولذلك عطف ) وأكواب (، ) ونمارق (، ) وزرابي (، لأنها متماثلة في أنها من متاع المساكن الفائقة.