" صفحة رقم ٣٥٢ "
أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم ( ( سبأ : ٨، ٩ ) الآية. فالمراد : عذاب الدنيا، وهو مشقة اضطراب البال في التكذيب واختلاققِ المعاذير والحيرة من الأمر على أحد التفسيرين لتلك الآية.
فالمعنى : أن الكَبَد ملازم للمشرك من حين اتصافه بالإِشراك وهو حين تقوُّم العقل وكماللِ الإدراك.
ومن الجائز أن يجعل قوله :( لقد خلقنا الإنسان في كبد ( من قبيل القلب المقبول لتضمنه اعتباراً لطيفاً وهو شدة تلبّس الكَبد بالإِنسان المشرك حتى كأنه خُلِق في الكَبَد.
والمعنى : لقد خلقنا الكَبَد في الإنسان الكافر.
وللمفسرين تأويلات أخرى في معنى الآية لا يساعد عليها السياق.
هذه الجملة بدل اشتمال من جملة :( لقد خلقنا الإنسان في كبد ( ( البلد : ٤ ).
والاستفهام مستعمل في التوبيخ والتخْطئة.
وضمير ) أيَحْسِبُ ( راجع إلى الإِنسان لا محالة، ومن آثار الحيرة في معنى ) لقد خلقنا الإنسان في كبد ( ( البلد : ٤ ) أن بعض المفسرين جعل ضمير ) أَيَحْسِبُ ( راجعاً إلى بعض مما يعمه لفظ الإِنسان مثل أبي الأشد الجمحي، وهو ضغث على إبّالة.
( ٦، ٧ )
أعقبت مساوي نفسه بمذام أقواله، وهو التفخر الكاذب والتمدح بإتلاف المال في غير صلاح. وقد كان أهل الجاهلية يتبجحون بإتلاف المال ويعدونه منقبة لإيذانه بقلة اكتراث صاحبه به، قال عنترة :


الصفحة التالية
Icon