" صفحة رقم ٤٤٩ "
يتعين تقدير جَواب الشرط بما يدل عليه :( ألم يعلم بأن الله يرى ( والتقدير : إن كذب وتولى فالله عالم به، كناية عن توعده، وتكون جملة :( ألم يعلم بأن الله يرى ( مستأنفة لإِنكار جهل المكذب بأن الله سيعاقبه، والشرطُ وجوابه سادّان مسدّ المفعول الثاني.
وكني بأن الله يرى عن الوعيد بالعقاب.
وضمن فعل ) يعلم ( معنى يوقنْ فلذلك عُدي بالباء.
وعلق فعل ) أرأيت ( هنا عن العمل لوجود الاستفهام في قوله :( ألم يعلم ).
والاستفهام إنكاري، أي كان حقه أن يعلم ذلك ويقي نفسه العقاب.
وفي قوله :( إن كذب وتولى ( إيذان للنبيء ( ﷺ ) بأن أبا جهل سيكذبه حين يدعوه إلى الإِسلام وسيتولى، ووعْد بأن الله ينتصف له منه.
وضمير ) كذب وتولى ( عائد إلى ) الذي ينهى عبداً إذا صلى ( ( العلق : ٩، ١٠ )، وقرينة المقام ترجِّع الضمائر إلى مراجعها المختلفة.
وحذف مفعول ) كذب ( لدلالة ما قبله عليه. والتقدير : إن كذبه، أي العبدَ الذي صلى، وبذلك انتظمت الجمل الثلاث في نسبة معانيها إلى الذي ينهَى عبداً إذا صلى وإلى العبد الذي صلى، واندفعت عنك ترددات عرضت في التفاسير.
وحُذف مفعول ) يرى ( ليعمّ كل موجود، والمراد بالرؤية المسندة إلى الله تعالى تعلق علمه بالمحسوسات.
( ١٥، ١٦ )
أكّد الردع الأول بحرف الردع الثاني في آخر الجملة وهو المَوْقع الحقيق لِحرف الردع إذْ كان تقديم نظيره في أول الجملة، لِما دعا إليه لمقام من التشويق.


الصفحة التالية
Icon