" صفحة رقم ٥١١ "
وهذا التركيب نظير قوله تعالى :( الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة ( ( الحاقة : ١ ٣ ) وقد تقدم.
ومعنى ) وما أدراك ما القارعة ( زيادة تهويل أمر القارعة و ) ما ( استفهامية صادقة على شخص، والتقدير : وأي شخص أدراك، وهو مستعمل في تعظيم حقيقتها وَهَوْلها لأن هول الأمر يستلزم البحث عن تعرفة. وأدراك : بمعنى أعلمك.
و ) ما القارعة ( استفهام آخر مستعمل في حقيقته، أي ما أدراك جواب هذا الاستفهام. وسدّ الاستفهام مَسدَّ مفعولي ) أدراك ).
وجملة :( وما أدراك ما القارعة ( عطف على جملة ) ما القارعة ).
والخطاب في ) أدراك ( لغير معين، أي وما أدراك أيها السامع.
وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى :( الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة ( ( الحاقة : ١ ٣ ) وتقدم بعضه عند قوله تعالى :( وما أدراك ما يوم الدين ( في سورة الانفطار.
( ٤، ٥ )
) يوم ( مفعول فيه منصوب بفعل مضمر دل عليه وصف القارعة لأنه في تقدير : تَقْرع، أو دل عليه الكلام كله فيقدر : تكون، أو تحصل، يوم يكون الناس كالفراش.
وجملة :( يوم يكون الناس ( مع متعلقها المحذوف بيان للإِبهامين اللذين في قوله :( ما القارعة ( ( القارعة : ٢ ) وقوله :( وما أدراك ما القارعة ( ( القارعة : ٣ ).
وليس قوله :( يوم يكون الناس ( خبراً عن ) القارعة ( إذ ليس سياق الكلام لتعيين يوم وقوع القارعة.
والمقصود بهذا التوقيت زيادة التهويل بما أضيف إليه ) يوم ( من الجملتين المفيدتين أحوالاً هائلة، إلا أن شأن التوقيت أن يكون بزمان معلوم، وإذ قد كان هذا الحال الموقت بزمانه غير معلوم مَداه. كان التوقيت لهُ إطماعاً في تعيين وقت