" صفحة رقم ٥٢٥ "
لله ما أحد اليوم أكرمُ أضيافاً مني فانطلق فجاءهم بعِذْق فيه بُسْر وتَمر ورُطب وأخذ المدية فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا قال رسول الله ( ﷺ ) والذي نفسي بيده لتُسألنَّ عن نعيم هذا اليوم يوم القيامة ) الحديث. فهذا سؤال عن النعيم ثبت بالسنة وهو غير الذي جاء في هذه الآية. والأنصاري هو أبو الهيثم بن التَّيِّهان واسمه مالك.
ومعنى الحديث : لتُسألن عن شكر تلك النعمة، أراد تذكيرهم بالشكر في كل نعمة. وسؤال المؤمنين سؤال لترتيب الثواب على الشكر أو لأجل المؤاخذة بالنعيم الحرام.
وذكر القرطبي عن الحسن : لا يُسأل عن النعيم إلا أهل النار، وروي ( أن أبا بكر لما نَزَلَتْ هذه الآية قال : يا رسول الله أرأيتَ أكلة أكلتُها معك في بيت أبي الهيثم بن التيِّهان من خبز شعير ولحم وبُسر قد ذَنَّب وماء عذب، أنخاف أن يكون هذا من النعيم الذي نُسأل عنه ؟ فقال عليه السلام : ذلك للكُفار ثم قرأ :( وهل يُجازَى إلا الكفور ( ( سبأ : ١٧ ).
قال القشيري : والجمع بين الأخبار أن الكلَّ يسألون، ولكن سؤال الكافر سؤال توبيخ لأنه قد ترك الشكر، وسؤال المؤمن سؤال تشريف لأنه شكر.
والجملة المضاف إليها ( إذ ) من قوله :( يومئذ ( محذوفة دلّ عليها قوله :( لترون الجحيم ( ( التكاثر : ٦ ) أي يوم إذ ترون الجحيم فيغلظ عليكم العذاب.