" صفحة رقم ٥٦٦ "
المخزومي، وقيل : في عمرو بن عائذ المخزومي، وقيل : في أبي سفيان بن حرب قبل إسلامه بسبب أنه كان يَنحر كل أسبوع جَزوراً فجاءه مرة يتيم فسأله من لحمها فقرعه بعصا. وقيل : في أبي جهل : كان وصياً على يتيم فأتاه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه دفعاً شنيعاً.
والذين جعلوا السورة مدنية قالوا : نزلت في منافق لم يسموه، وهذه أقوال معزو بعضها إلى بعض التابعين ولو تعينت لشخص معين لم يكن سبب نزولها مخصِّصاً حكمَها بمن نزلتْ بسببه.
ومعنى ) يدع ( يدفع بعنف وقهر، قال تعالى :( يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً ( ( الطور : ١٣ ).
والحض : الحث، وهو أن تطلب غيرك فعلاً بتأكيد.
والطعام : اسم الإِطعام، وهو اسم مصدر مضاف إلى مفعوله إضافة لفظية. ويجوز أن يكون الطعام مراداً به ما يطعم كما في قوله تعالى :( فانظر إلى طعامك وشرابك ( ( البقرة : ٢٥٩ ) فتكون إضافة طعام إلى المسكين معنوية على معنى اللام، أي الطعام الذي هو حقه على الأغنياء ويكون فيه تقدير مضاف مجرور ب ( على ) تقديره : على إعطاء طعام المسكين.
وكنى بنفي الحضّ عن نفي الإِطعام لأن الذي يشحّ بالحض على الإِطعام هو بالإِطعام أشح كما تقدم في قوله :( ولا تحاضون على طعام المسكين ( في سورة الفجر وقوله :( ولا يحض على طعام المسكين ( في سورة الحاقة.
والمسكين : الفقير، ويطلق على الشديد الفقرِ، وقد تقدم عند قوله تعالى :( إنما الصدقات للفقراء والمساكين في سورة التوبة.
موقع الفاء صريح في اتصال ما بعدها بما قبلها من الكلام على معنى التفريع والترتب والتسبب.


الصفحة التالية
Icon