" صفحة رقم ٥٩٨ "
للتوبة إيماء إلى أن أمره بالاستغفار إرشاد إلى مقام التأدب مع الله تعالى، فإنه لا يُسأل عما يفعل بعباده، لولا تفضله بما بيَّن لهم من مراده، ولأن وصف ( توّاب ) أشد ملاءمة لإقامة الفاصلة مع فاصلة ) أفواجاً ( لأن حرف الجيم وحرف الباء كليهما حرف من الحروف الموصوفة بالشدة، بخلاف حرف الراء فهو من الحروف التي صفتها بين الشدة والرِّخوة.
وروي في ( الصحيح ) عن عائشة قالت :( ما صلى رسول الله ( ﷺ ) صلاةً بعد أن نزلت عليه سورة :( إذا جاء نصر الله والفتح ( إلا يقول : سبحانك ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن ) أي يتأول الأمر في قوله :( فسبح بحمد ربك واستغفره ( على ظاهره كما تأوله في مقام آخر على معنى اقتراب أجله ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon