" صفحة رقم ٧١ "
جديرة بزيادة إنكار الإِرجاع إلى الحياة بعد الموت، فهما إنكاران لإِظهار شدة إحالته.
وقرأ الجمهور نخرة ( بدون ألف بعد النون. وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب وخلف ) ناخرة بالألف.
) قالوا ( بدل اشتمال من جملة ) يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ( ( النازعات : ١٠ ).
وأعيد فعل القول لمقاصد منها الدلالة على أن قولهم هذا في غرض آخر غير القول الأول فالقول الأول قصدهم منه الإِنكار والإِبطال، والقول الثاني قصدوا منه الاستهزاء والتورك لأنهم لا يؤمنون بتلك الكرة فوصفهم إيّاها ب ) خاسرة ( من باب الفرض و التقدير، أي لو حصلت كرّة لكانت خاسرة ومنها دفع توهم أن تكون جملة ) تلك إذن كرة خاسرة ( استئنافاً من جانب الله تعالى.
وعبر عن قولهم هذا بصيغة الماضي دون المضارع على عكس ) يقولون أئنا لمرددون في الحافرة ( ( النازعات : ١٠ ) لأن هذه المقالة قالوها استهزاء فليست مما يتكرر منهم بخلاف قولهم :( أئنا لمردودون في الحافرة فإنه حجة ناهضة في زعمهم، فهذا مما يتكرر منهم في كل مقام. وبذلك لم يكن المقصود التعجِيبَ من قولهم هذا لأن التعجيب يقتضي الإِنكار وكون كُرَّتهم، أي عودتهم إلى الحياة عودةً خاسرة أمر محقق لا ينكر لأنهم يعودون إلى الحياة خاسرين لا محالة.
وتلك ( إشارة إلى الرَّدة المستفادة من ) مردودون ( والإِشارة إليه باسم الإِشارة للمؤنث للإِخبار عنه ب ) كرة ).
و ( إذَنْ ) جواب للكلام المتقدم، والتقدير : إذن تلك كرة خاسرة، فقدم ) تلك ( على حرف الجواب للعناية بالإِشارة.
والكرة : الواحدة من الكرّ، وهو الرجوع بعد الذهاب، أي رجْعة.


الصفحة التالية
Icon