" صفحة رقم ٧٣ "
الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ( ( الزمر : ٦٨ ) فهي ثانية للتي قبلها، وهي ) الرادفة التي تقدم ذكرها آنفاً وإنما أريد بكونها واحدة أنها لا تُتبع بثانيةٍ لها، وقد وصفت بواحدة في صورة الحاقة بهذا الاعتبار.
والساهرة : الأرض المستوية البيضاء التي لا نبات فيها يُختار مثلُها لاجتماع الجموع ووضْععِ المغانم. وأريد بها أرض يجعلها الله لجمع الناس للحشر.
والإِتيان ب ( إذا ) الفجائية للدلالة على سرعة حضورهم بهذا المكان عقب البعث.
وعطفها بالفاء لتحقيق ذلك المعنى الذي أفادته ( إذا ) لأن الجمع بين المفاجأة والتفريع أشد ما يعبر به عن السرعة مع إيجاز اللفظ.
والمعنى : أن الله يأمر بأمر التكوين بخلق أجسادٍ تحلّ فيها الأرواح التي كانت في الدنيا فتحضر في موقف الحشر للحساب بسرعة.
( ١٥ ١٩ ) (
هذه الآية اعتراض بين جملة ) فإنما هي زجرة واحدة ( ( النازعات : ١٣ ) وبين جملة ) أأنتم أشد خلقاً ( ( النازعات : ٢٧ ) الذي هو الحجة على إثبات البعث ثم الإِنذار بما بعده دعت إلى استطراده مناسبة التهديد لمنكري ما أخبرهم به الرسول ( ﷺ ) من البعث لتَماثُل حال المشركين في طغيانهم على الله ورسوله ( ﷺ ) بحال فرعون وقومه وتماثل حال الرسول ( ﷺ ) مع قومه بحال موسى عليه السلام مع فرعون ليحصل من ذكر قصة موسى تسلية للرسول ( ﷺ ) وموعظة للمشركين وأيمتهم مثل أبي جهل وأميةَ بننِ خلف وأضرابهما لقوله في آخرها ) إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ( ( النازعات : ٢٦ ).
و ) هل أتاك ( استفهام صوري يقصد من أمثاله تشويق السامع إلى الخير من غير قصد إلى استعلام المخاطَببِ عن سابققِ علمه بذلك الخبر، فسواء في ذلك


الصفحة التالية
Icon