" صفحة رقم ٨٠ "
وحذف مفعول ( حشر ) لظهوره لأن الذين يحشرون هم أهل مدينته من كل صنف.
وعطف ) فنادى ( بالفاء لإِفادة أنه أعلن هذا القول لهم بفور حضورهم لفرط حرصه على إبلاغ ذلك إليهم.
والنداء : حقيقته جهر الصوت بدعوة أحد ليحضر ولذلك كانت حروف النداء نائبة مناب ( أدعو ) فنصبَت الاسم الواقع بعدها. ويطلق النداء على رفع الصوت دون طلب حضور مجازاً مرسلاً بعلاقة اللزوم كقول الحريري في ( المقامة الثلاثين ) ( فحِين جلس كأنه ابنُ ماءِ السماء، نادَى مُنادٍ من قِبَل الأحماء ) الخ.
وحذف مفعول ( نادى ) كما حذف مفعول ( حشر ).
وإسناد الحشر والنداء إلى فرعون مجاز عقلي لأنه لا يباشر بنفسه حشر الناس ولا نداءهم ولكن يأمر أتباعه وجنده، وإنما أسند إليه لأنه الذي أمر به كقولهم : بنَى المنصور بغداد.
والقول الذي نادى به هو تذكير قومِه بمعتقدهم فيه فإنهم كانوا يعتبرون مَلك مصر إلاهاً لأن الكهنة يخبرونهم بأنه ابن ( آمون رَعْ ) الذي يجعلونه إلاهاً ومَظهَره الشمس.
وصيغة الحصر في ) أنا ربكم ( لردّ دعوة موسى.
وقوله :( فقال أنا ربكم الأعلى ( بدل من جملة ) فنادى ( بدلاً مطابقاً بإعادة حرف العطف، وهو الفاء لأن البدل قد يقترن بمثل العامل في المبدَل منه لقصد التأكيد كما في قوله تعالى :( ومن النخل من طلعها قنوان دانية وتقدم في سورة الأنعام.
ويجوز أن تكون جملة : فقال أنا ربكم ( عطفاً على جملة ) يسعى ( على أن يكون فرعون أمر بهذا القول في أنحاء مملكته، وليس قاصراً على إعلانه في الحشر الذين حشرهم حول قصره.
فوصف نفسه بالرب الأعلى لأنه ابن ( أمون رَعْ ) وهوالرّب الأعلى، فابنه هو


الصفحة التالية
Icon