" صفحة رقم ٢٥٩ "
وقوله :( فلهن ( أعيد الضمير إلى نساء، والمراد ما يصدق بالمرأتين تغليبا للجمع على المثنى اعتمادا على القرينة.
وقرأ الجمهور :( وإن كانت واحدة ) بنصب واحدة على أنّه خبر كانت، واسم كانت ضمير عائد إلى ما يفيده قوله :( في أولادكم ( من مفرد ولد، أي وإن كانت الولد بنتا واحدة، وقرأ نافع، وأبو جعفر بالرفع على أنّ كان تامّة، والتقدير : وإن وجدت بنت واحدة، لما دلّ عليه قوله :( فإن كن نساء ).
وصيغة ) أولادكم ( صيغة عموم لأنّ أولاد جمع معرّف بالإضافة، والجمع المعرّف بالإضافة من صيغ العموم، وهذا العموم، خصّصه أربعة أشياء :
الأوّل : خصّ منه عند أهل السنّة النبي ( ﷺ ) لما رواه عنه أبو بكر أنّه قال :( لا نورث ما تركنا صدقة ) ووافقه عليه عمر بن الخطاب وجميع الصحابة وأمَّهات المؤمنين. وصحّ أنّ علياً رضي الله عنه وافق عليه في مجلس عمر بن الخطاب ومن حضر من الصحابة كما في ( الصحيحين ).
الثاني : اختلاف الدين بالإسلام وغيره، وقد أجمع المسلمون على أنّه لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ.
الثالث : قاتل العمد لا يرث قريبه في شيء.
الرابع : قاتل الخطأ لا يرث من الدية شيئاً.
الضمير المفرد عائد إلى الميّت المفهوم من قوله :( يوصيكم الله في أولادكم ( إذ قد تقرّر أنّ الكلام في قسمة مال الميّت. وجاء الكلام على طريقة الإجمال والتفصيل