" صفحة رقم ٧٣ "
البيعة على الناس بما في سورة الممتحنة، كما روى عبادة بن الصامت. ووقع في أوّلها قوله تعالى : إنّ الله يحكم ما يريد ( ( المائدة : ١ ). فكانت طالعتها براعة استهلال.
وذكر القرطبي أنّ فيها تسع عشرة فريضة ليست في غيرها، وهي سبع في قوله :( والمنخنقة، والموقوذة، والمتردّية، والنطيحة. وما أكل السبع... وما ذبح على النصب، وأن تستقسموا بالأزلام ( ( المائدة : ٣ )، ) وما عَلَّمتم من الجوارح مكلّبين ( ( المائدة : ٤ )، ) وطعامُ الذين أوتوا الكتاب... والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ( ( المائدة : ٥ )، وتمام الطهور ) إذا قمتم إلى الصلاة ( ( المائدة : ٦ )، ( أي إتمام ما لم يذكر في سورة النساء ) ) والسارق والسارقة ( ( المائدة : ٣٨ ). و ) لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله عزيز ذو انتقام ( ( المائدة : ٩٥ )، و ) ما جعل الله من بحيرة ولا سائية ولا وصيلة ولا حام ( ( المائدة : ١٠٣ )، وقوله تعالى :( شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ( ( المائدة : ١٠٦ ) الآية وقوله :( وإذا ناديتم إلى الصلاة ( ( المائدة : ٥٨ ) ليس في القرآن ذكر للأذان للصلوات إلاّ في هذه السورة. اه.
وقد احتوت على تمييز الحلال من الحرام في المأكولات، وعلى حفظ شعائر الله في الحجّ والشهر الحرام، والنهي عن بعض المحرّمات من عوائد الجاهلية مثل الأزلام، وفيها شرائع الوضوء، والغسل، والتيمّم، والأمر بالعدل في الحكم، والأمر بالصدق في الشهادة، وأحكام القصاص في الأنفس والأعضاء، وأحكام الحِرابة، وتسلية الرسول ( ﷺ ) عن نفاق المنافقين، وتحريم الخمر والميسر، والأيمان وكفارتها، والحكم بين أهل الكتاب، وأصول المعاملة بين المسلمين، وبين أهل الكتاب، وبين المشركين والمنافقين، والخشية من وَلايتهم أن تفضي إلى ارتداد المسلم عن دينه، وإبطال العقائد الضالّة لأهل الكتابين، وذكر مساو من أعمال اليهود، وإنصاف النصارى فيما لهم من حسن الأدب وأنَّهم أرجى للإسلام وذكر قضية التيه، وأحوال المنافقين، والأمر بتخلّق المسلمين بما يناقض أخلاق الضالّين في تحريم ما أحل لهم، والتنويه بالكعبة وفضائلها وبركاتها على الناس، وما تخلّل ذلك أو تقدّمه من العبر، والتذكير للمسلمين بنعم الله تعالى، والتعريض بما وقع فيه أهل الكتاب من نبذ ما أمروا به والتهاون فيه. واستدعاؤهم للإيمان بالرسول الموعود به.