" صفحة رقم ٢٣٩ "
و ) مَنْ ( الأظهر أنَّها موصولة كما يرجّحه عطف ) والذين كذّبوا ( عليه. ويجوز أن تكون شرطية لا سيما وهي في معنى التفصيل لقوله :( مبشِّرين ومنذرين ). فإن كانت شرطية فاقتران ) فلا خوف ( بالفاء بيِّن، وإن جعلت موصولة فالفاء لمعاملة الموصول معاملة الشرط، والاستعمالات متقاربان.
ومعنى ) أصْلح ( فَعَلَ الصلاح، وهو الطاعة لله فيما أمر ونهى، لأنّ الله ما أراد بشرعه إلاّ إصلاح الناس كما حكَى عن شعيب ) إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت ( ( هود : ٨٨ ).
والمسُّ حقيقته مباشرة الجسم باليد وهو مرادف اللمس والجسّ، ويستعار لإصابة جسم جسماً آخر كما في هذه الآية.
وقد تقدّم في قوله تعالى :( ليَمَسَّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم في سورة المائدة ( ٧٣ ).
ويستعار أيضاً للتَّكيّف بالأحوال كما يقال : به مسّ من الجنون. قال تعالى : إنّ الذين اتَّقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصرون ( ( الأعراف : ٢٠١ ).
وجمع الضمائر العائدة إلى ( مَنْ ) مراعاة لمعناها، وأمَّا إفراد فعل ) آمن ( و ) أصلح ( فلرعي لفظها.
والباء للسببية، و ( ما ) مصدرية، أي بسبب فسقهم. والفسق حقيقته الخروج عن حدّ الخير. وشاع استعماله في القرآن في معنى الكفر وتجاوز حدود الله تعالى. وتقدّم تفصيله عند قوله تعالى :( وما يضلّ به إلاّ الفاسقين في سورة البقرة ( ٢٦ ).
وجيء بخبر ( كان ) جملة مضارعية للإشارة إلى أنّ فسقهم كان متجدّداً متكرّراً، على أنّ الإتيان ب ( كان ) أيضاً للدلالة على الاستمرار لأنّ ( كان ) إذا لم يقصد بها انقضاء خبرها فيما مضى دلَّت على استمرار الخبر بالقرينة، كقوله تعالى : وكان الله غفوراً رحيما ( ( النساء : ٩٦ ).
( ملاحظة : ليس من المفروض أن تتواجد هذه الآية هنا في هذا الموضع
٥٠ ) ) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ).
) قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا
أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا
أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الاَْعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ).