" صفحة رقم ٢٨٠ "
والنجاسة تلائم طبع الشيطان.
وتقدير المجرور في قوله :( عنكم رجز الشيطان ( للرعاية على الفاصلة، لأنها بنيت على مد وحرف بعده في هذه الآيات والتي بعدها مع ما فيه من الاهتمام بهم.
وقوله :( وليربط على قلوبكم ( أي يؤمنّكم بكونكم واثقين بوجود الماء لا تخافون عطشاً وتثبيت الأقدام هو التمكن من السير في الرمل، بأن لا تسوخ في ذلك الدهس الأرجل، لأن هذا المعنى هو المناسب حصوله بالمطر.
و ( الربط ) حقيقته شد الوثاق على الشي وهو مجاز في التثبيت وإزالة الاضطراب ومنه قولهم : فُلان رابط الجأش وله رباطة جَأش.
و ) على ( مستعارة لتمكن الربط فهي ترشيح للمجاز.
، ١٣ ) ) إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذاَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).
) إذ ( ظرف متعلق بقوله :( فاستجاب لكم أني ممدكم بألففٍ من الملائكة مردفين ( ( الأنفال : ٩ ).
وجعل الخطاب هنا للنبيء ( ﷺ ) تلطفاً به، إذ كانت هذه الآية في تفصيل عمل الملائكة يوم بدر، وما خاطبهم الله به فكان توجيه الخطاب بذلك إلى النبي ( ﷺ ) أولى لأنه أحق من يعلم مثل هذا العلم ويحصل العلم للمسلمين تبعاً له، وأن الذي يهم المسلمين من ذلك هو نصر الملائكة إياهم وقد حصل الإعلام بذلك من آية ) إذ تستغيثون ربكم ( ( الأنفال : ٩ ) ولأن النبي ( ﷺ ) كان أول من استغاث الله، ولذلك عرف الله هنا باسم الرب وإضافته إلى ضمير النبي ( ﷺ ) ليوافق أسلوب ) إذ تستغيثون ربكم ( ( الأنفال : ٩ ) ولما فيه من التنويه بقدر نبيه ( ﷺ ) إشارة إلى أنه فعل ذلك لطفاً به ورفعاً لشأنه.
والوحي إلى الملائكة المرسلين : إما بطريق إلقاء هذا الأمر في نفوسهم بتكوين خاص، وإما بإبلاغهم ذلك بواسطة.


الصفحة التالية
Icon