" صفحة رقم ٣٤٨ "
وقرأ الجمهور :( يعلمون ( بياء الغائب وقرأه رُوَيْس عن يعقوب بتاء الخطاب.
والتولي : الإعراض وقد تقدم عند قوله تعالى :( فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ( في سورة العقود ( ٩٢ ).
والمَوْلى الذي يتولى أمر غيره ويدفع عنه وفيه معنى النصر.
والمعنى وإن تولوا عن هاته الدعوة فالله مغن لكم عن وَلائهم، أي لا يضركم توليهم فقوله :( أن الله مولاكم ( يؤذن بجواب محذوف تقديره : فلا تخافوا تَوليهم فإن الله مولاكم وهو يقدر لكم ما فيه نفعكم حتى لا تكون فتنة. وهذا كقول النبي ( ﷺ ) لمسيلمة الكذاب ( ولئن توليتَ ليعْفِرنك الله ) وإنما الخسارة عليهم إذْ حُرِموا السلامة والكرامة.
وافتتاح جملة جواب الشرط ب ) اعلموا ( لقصد الاهتمام بهذا الخبر وتحقيقه، أي لا تغفلوا عن ذلك، كما مر آنفاً عند قوله تعالى :( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ( ( الأنفال : ٢٤ ).
وجملة :( نعم المولى ونعم النصير ( مستأنفة لأنها إنشاء ثناء على الله فكانت بمنزلة التذييل.
وعطف على ) نعم المولى ( قوله :( ونعم النصير ( لما في المولى من معنى النصر كما تقدم وقد تقدم بيان عطف قوله تعالى :( ونعم الوكيل ( على قوله :( حسبنا الله ( سورة آل عمران ( ١٧٣ ).


الصفحة التالية
Icon