يملك شيئا دون شيء وصفة الله تعالى مخالفة لهذه المعاني فهذا الفرق بين صفة الخالق والمخلوقين.
قوله تعالى :﴿الْعَالَمِينَ﴾ اختلف أهل التأويل في "العالمين" اختلافا كثيراً، فقال قتادة : العالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى ولا واحد له من لفظه مثل رهط وقوم. وقيل : أهل كل زمان عالم قاله الحسين بن الفضل، لقوله تعالى :﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء : ١٦٥] أي من الناس. وقال العجاج :
فخِنْدِفٌ هامة هذا العأْلَمِ
وقال جرير بن الخَطَفي :

تَنَصَّفُه البرية وهو سامٍ ويُضحي العالَمون له عيالا
وقال ابن عباس : العالمون الجن والإنس، دليله قوله تعالى :﴿ليكون للعالمين نذيرا﴾ [الفرقان : ١] ولم يكن نذيرا للبهائم. وقال الفراء وأبو عبيدة : العالم عبارة عمن يعقل، وهم أربعة أمم : الإنس والجن والملائكة والشياطين. ولا يقال للبهائم : عالم، لأن هذا الجمع إنما هو جمع من يعقل خاصة.
قال الأعشى :
ما إن سمعت بمثلهم في العالمينا
وقال زيد بن أسلم : هم المرتزقون، ونحوه قول أبي عمرو بن العلاء : هم الروحانيون. وهو معنى قول ابن عباس أيضا : كل ذي روح دب على وجه الأرض. وقال وهب بن منبه : إن لله عز وجل ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا عالم منها. وقال أبو سعيد الخدري : إن لله أربعين ألف عالم، الدنيا من شرقها إلى غربها عالم واحد. وقال مقاتل : العالمون ثمانون ألف عالم، أربعون ألف عالم في البر وأربعون ألف عالم في البحر. وروى الربيع بن أنس عن أبي العالية قال : الجن عالم والإنس عالم وسوى ذلك للأرض أربع زوايا في كل زاوية ألف وخمسمائة عالم خلقهم لعبادته.


الصفحة التالية
Icon