وأنا على يقين منه. وإنما صارت الياء واوا في قولك : موقن، للضمة قبلها، وإذا صغرته رددته إلى الأصل فقلت مييقن والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها وكذلك الجمع. وربما عبروا باليقين عن الظن، ومنه قول علمائنا في اليمين اللغو : هو أن يحلف بالله على أمر يوقنه ثم يتبين له أنه خلاف ذلك فلا شيء عليه، قال الشاعر :
تحسّبَ هوّاسٌ وأيقن أنني | بها مفتد من واحد لا أغامره |
الآية ٥ ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
قال النحاس أهل نجد يقولون : أُلاك، وبعضهم يقول : أُلالك، والكاف للخطاب. قال الكسائي : من قال أولئك فواحده ذلك، ومن قال ألاك فواحدة ذاك، وألالك مثل أولئك، وأنشد ابن السكيت :
ألالك قومي لم يكونوا أُشابة | وهل يعظ الضِّلّيل إلا ألالكا |
ذُم المنازل بعد منزلة اللوى | والعيشَ بعد أولئك الأيام |
﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ "هم" يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا وخبره "المفلحون"، والثاني وخبره خبر الأول، ويجوز أن تكون "هم" زائدة - يسميها البصريون فاصلة والكوفيون عمادا - و"المفلحون" خبر "أولئك".