وزبد البحر له كتيت... والليل فوق الماء مستميت
المستميت أيضا : المستقتل الذي لا يبالي في الحرب من الموت، وفي الحديث :"أرى القوم مستميتين" وهم الذين يقاتلون على الموت. والمُوتة "بالضم" : جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال عقله كالنائم والسكران. ومُؤتة "بضم الميم وهمز الواو" : اسم أرض قتل بها جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
قوله تعالى :﴿وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ ابتداء وخبر، أي لا يفوتونه. يقال : أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، قال الشاعر :
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقنوا
... بما قد رأوا مالوا جميعا إلى السلم
ومنه قوله تعالى :﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ [الكهف : ٤٢]. وأصله محيط، نقلت حركة الياء إلى الحاء فسكنت. فالله سبحانه محيط بجميع المخلوقات، أي هي في قبضته وتحت قهره، كما قال :﴿وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ﴾ [الزمر : ٦٧]. وقيل :﴿مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ أي عالم بهم. دليله :﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق : ١٢]. وقيل : مهلكهم وجامعهم. دليله قوله تعالى :﴿إِلاَّ أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف : ٦٦] أي إلا أن تهلكوا جميعا. وخص الكافرين بالذكر لتقدم ذكرهم في الآية. والله أعلم.
الآية : ٢٠ ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾


الصفحة التالية
Icon