كذا نسبه الماوردي لذي الرمة، ونسبه الجوهري للفرزدق وقال : المخيس اسم سجن كان بالعراق ؛ أي موضع التذلل، وقال :
أما تراني كيسا مكيسا | بنيت بعد نافع مخيسا |
ووحد اليمين في قوله :"عن اليمين" وجمع الشمال ؛ لأن معنى اليمين وإن كان واحدا الجمع. ولو قال : عن الأيمان والشمائل، واليمين والشمائل، أو اليمين والشمال، أو الأيمان والشمال لجاز ؛ لأن المعنى للكثرة. وأيضا فمن شأن العرب إذا اجتمعت علامتان في شيء واحد أن تجمع إحداهما وتفرد الأخرى ؛ كقوله تعالى :
﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ [البقرة : ٧] وكقوله :
﴿وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [المائدة : ١٦] ولو قال على أسماعهم وإلى الأنوار لجاز. ويجوز أن يكون رد اليمين على لفظ "ما" والشمال على معناها. ومثل هذا في الكلام كثير. فال الشاعر :
الواردون وتيم في ذرا سبأ | قد عض أعناقهم جلد الجواميس |
ولم يقل جلود. وقيل : وحد اليمين لأن الشمس إذا طلعت وأنت متَوجّه إلى القبلة انبسط الظل عن اليمين ثم في حال يميل إلى جهة الشمال ثم حالات، فسماها شمائل.
الآية : ٤٩
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾
الآية : ٥٠
﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾
قوله تعالى :
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ﴾ أي من كل ما يدب على الأرض.
﴿وَالْمَلائِكَةُ﴾ يعني الملائكة الذين في الأرض، وإنما أفردهم بالذكر لاختصاصهم