روي البخاري وغيره عن سهل بن سعد أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي ﷺ لعرسه فكانت امرأته خادمهم... الحديث، وفي الصحيح عن عائشة قالت : أنا فتلت قلائد بدن النبي ﷺ بيدي. الحديث. ولهذا قال علماؤنا : عليها أن تفرش الفراش وتطبخ القدر وتقم الدار، بحسب حالها وعادة مثلها ؛ قال الله تعالى :﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [الأعراف : ١٨٩] فكأنه جمع لنا فيها السكن والاستمتاع وضربا من الخدمة بحسب جري العادة.
الرابعة :- ويخدم الرجل زوجته فيما خف من الخدمة ويعينها، لما روته عائشة أن النبي ﷺ كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج. وهذا قول مالك : ويعينها. وفي أخلاق النبي ﷺ أنه كان يخصف النعل ويقم البيت ويخيط الثوب. وقالت عائشة وقد قيل لها : ما كان يعمل رسول الله ﷺ في بيته ؟ قالت : كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.
الخامسة :- وينفق على خادمة واحدة، وقيل على أكثر ؛ على قدر الثروة والمنزلة. وهذا أمر دائر على العرف الذي هو أصل من أصول الشريعة، فإن نساء الأعراب وسكان البوادي يخدمن أزواجهن في استعذاب الماء وسياسة الدواب، ونساء الحواضر يخدم المقل منهم زوجته فيما خف ويعينها، وأما أهل الثروة فيخدمون أزواجهن ويترفهن معهم إذا كان لهم منصب ذلك ؛ فإن كان أمرا مشكلا شرطت عليه الزوجة ذلك، فتشهد أنه قد عرف أنها ممن لا تخدم نفسها فالتزم إخدامها، فينفذ ذلك وتنقطع الدعوى فيه.
قوله تعالى :﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ أي من الثمار والحبوب والحيوان. ﴿أَفَبِالْبَاطِلِ﴾ يعني الأصنام ؛ قال ابن عباس. ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ قراءة الجمهور بالياء. وقرأ أبو عبدالرحمن بالتاء. ﴿بِنِعْمَةِ اللَّهِ﴾ أي بالإسلام. ﴿هم يَكْفُرُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon