" صفحة رقم ٢١٠ "
المسألة الثانية في تاريخ الإسراء وقد اختلف العلماء في ذلك أيضا واختلف في ذلك علي بن شهاب فروى عنه موسى بن عقبة أنه أسري به إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة وروي عنه يونس عن عروة عن عائشة قالت : توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة قال بن شهاب : وذلك بعد مبعث النبي ( ﷺ ) بسبعة أعوام وروى عنه الوقاصي قال : أسري به بعد مبعثه بخمس سنين قال بن شهاب : وفرض الصيام بالمدينة قبل بدر وفرضت الزكاة والحج بالمدينة وحرمت الخمر بعد أحد وقال بن إسحاق : أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس وقد فشا الإسلام بمكة في القبائل وروى عنه يونس بن بكير قال : صلت خديجة مع النبي ( ﷺ ) وسيأتي قال أبو عمر : وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام لأن خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بثلاث وقيل بأربع وقول بن إسحاق مخالف لقول بن شهاب على أن بن شهاب قد اختلف عنه كما تقدم وقال الحربي : أسري به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة وقال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي في تاريخه : أسري به من مكة إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا قال أبو عمر : لا أعلم أحدا من أهل السير قال ما حكاه الذهبي ولم يسند قوله إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم منهم ولا رفعه إلى من يحتج به عليهم المسألة الثالثة وأما فرض الصلاة وهيئتها حين فرضت فلا خلاف بين أهل العلم وجماعة أهل السير أن الصلاة إنما فرضت بمكة ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء وذلك منصوص في الصحيح وغيره وإنما اختلفوا في هيئتها حين فرضت فروي عن عائشة رضي الله عنها أنها فرضت ركعتين ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر فأكملت أربعا وأقرت صلاة السفر على ركعتين وبذلك قال الشعبي وميمون بن مهران ومحمد بن إسحاق قال الشعبي : إلا المغرب قال يونس بن بكير : وقال بن إسحاق ثم إن جبريل عليه السلام أتى النبي ( ﷺ ) حين فرضت عليه الصلاة يعني في الإسراء فهمز له بعقبه في ناحية


الصفحة التالية
Icon