" صفحة رقم ٢٨٨ "
قوله تعالى :) قال اذهب ( هذا أمر إهانة أي اجهد جهدك فقد أنظرناك ) فمن تبعك ( أي أطاعك من ذرية آدم ) فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( أي وافرا عن مجاهد وغيره وهو نصب على المصدر يقال : وفرته أفره وفرا ووفر المال بنفسه يفر وفورا فهو وافر فهو لازم ومتعد
الإسراء :) ٦٤ ( واستفزز من استطعت.....
) الاسراء ٦٤ (
فيه ست مسائل : الأولى قوله تعالى :) واستفزز ( أي استزل واستخف وأصله القطع ومنه تفزز الثوب إذا انقطع والمعنى استزله بقطعك إياه عن الحق واستفزه الخوف أي استخفه وقعد مستوفزا أي غير مطمئن واستفزز أمر تعجيز أي أنت لا تقدر على إضلال أحد وليس لك على أحد سلطان فافعل ما شئت الثانية قوله تعالى :) بصوتك ( وصوته كل داع يدعو إلى معصية الله تعالى عن بن عباس مجاهد : الغناء والمزامير واللهو الضحاك : صوت المزمار وكان آدم عليه السلام أسكن أولاد هابيل أعلى الجبل وولد قابيل أسفله وفيهم بنات حسان فزمر اللعين فلم يتمالكوا أن انحدروا فزنوا ذكره الغزنوي وقيل : بصوتك بوسوستك الثالثة قوله تعالى :) وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ( أصل الإجلاب السوق بجلبة من السائق يقال : أجلب إجلابا والجلب والجلبة : الأصوات تقول منه : جلبوا بالتشديد وجلب الشيء يجلبه ويجلبه جلبا وجلبا وجلبت الشيء إلى نفسي واجتلبته بمعنى وأجلب على العدو إجلابا أي جمع عليهم فالمعنى أجمع عليهم كلما تقدر عليه من مكايدك