" صفحة رقم ٣٠١ "
وقوله :) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ( أي لو ركنت لأذقناك مثلي عذاب الحياة في الدنيا ومثلي عذاب الممات في الآخرة قاله بن عباس ومجاهد وغيرهما وهذا غاية الوعيد وكلما كانت الدرجة أعلى كان العذاب عند المخالفة أعظم قال الله تعالى : يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وضعف الشيء مثله مرتين وقد يكون الضعف النصيب كقوله عز وجل : لكل ضعف أي نصيب وقد تقدم في الأعراف
الإسراء :) ٧٦ ( وإن كادوا ليستفزونك.....
) الاسراء ٧٦ (
هذه الآية قيل أنها مدنية حسبما تقدم في أول السورة قال بن عباس : حسدت اليهود مقام النبي ( ﷺ ) بالمدينة فقالوا : إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام فإن كنت نبيا فالحق بها فإنك إن خرجت إليها صدقناك وآمنا بك فوقع ذلك في قلبه لما يحب من إسلامهم فرحل من المدينة على مرحلة فأنزل الله هذه الآية وقال عبد الرحمن بن غنم : غزا رسول الله ( ﷺ ) غزوة تبوك لا يريد إلا الشام فلما نزل تبوك نزل وإن كادوا ليستفزونك من الأرض بعد ما ختمت السورة وأمر بالرجوع وقيل : إنها مكية قال مجاهد وقتادة : نزلت في هم أهل مكة بإخراجه ولو أخرجوه لما أمهلوا ولكن الله أمره بالهجرة فخرج وهذا أصح لأن السورة مكية ولأن ما قبلها خبر عن أهل مكة ولم يجر لليهود ذكر وقوله :) من الأرض ( يريد أرض مكة كقوله : فلن أبرح الأرض أي أرض مصر دليله وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك محمد يعني مكة معناه : هم أهلها بإخراجه فلهذا أضاف إليها وقال أخرجتك وقيل : هم الكفار كلهم أن يستخفوه من أرض العرب بتظاهرهم عليه فمنعه الله ولو أخرجوه