" صفحة رقم ٣١٠ "
الرابعة إذا ثبت أن المقام المحمود هو أمر الشفاعة الذي يتدافعه الأنبياء عليهم السلام حتى ينتهي الأمر إلى نبينا محمد ( ﷺ ) فيشفع هذه الشفاعة لأهل الموقف ليعجل حسابهم ويراحوا من هول موقفهم وهي الخاصة به ( ﷺ ) ولأجل ذلك قال :) أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) قال النقاش : لرسول الله ( ﷺ ) ثلاث شفاعات : العامة وشفاعة في السبق إلى الجنة وشفاعة في أهل الكبائر بن عطية : والمشهور أنهما شفاعتان فقط : العامة وشفاعة في إخراج المذنبين من النار وهذه الشفاعة الثانية لا يتدافعها الأنبياء بل يشفعون ويشفع العلماء وقال القاضي أبو الفضل عياض : شفاعات نبينا ( ﷺ ) يوم القيامة خمس شفاعات : العامة والثانية في إدخال قوم الجنة دون حساب الثالثة في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع فيهم نبينا ( ﷺ ) ومن شاء الله أن يشفع ويدخلون الجنة وهذه الشفاعة هي التي أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة فمنعتها على أصولهم الفاسدة وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فيخرجون بشفاعة نبينا ( ﷺ ) وغيره من الأنبياء والملائكة وإخوانهم المؤمنين الخامسة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها وترفيعها وهذه لا تنكرها المعتزلة ولا تنكر شفاعة الحشر الأول الخامسة قال القاضي عياض : وعرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح لشفاعة النبي ( ﷺ ) ورغبتهم فيها وعلى هذا لا يلتفت لقول من قال : إنه يكره أن تسأل الله أن يرزقك شفاعة النبي ( ﷺ ) لأنها لا تكون إلا للمذنبين فإنها قد تكون كما قدمنا لتخفيف الحساب وزيادة الدرجات ثم كل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو غير معتد بعمله مشفق أن يكون من الهالكين ويلزم هذا القائل ألا يدعو بالمغفرة والرحمة لأنها لأصحاب الذنوب أيضا وهذا كله خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف روى البخاري عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ( ﷺ ) قال :) من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا ( ﷺ ) الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة


الصفحة التالية
Icon