بلا نبات ولا بناء ؛ قاله ابن الأعرابي. وقال الجوهري : والقاع المستوي من الأرض والجمع أقوع وأقواع وقيعان صارت الواو ياء لكسر ما قبلها. وقال الفراء : القاع مستنقع الماء والصفصف القرعاء. الكلبي : هو الذي لا نبات فيه. وقيل : المستوي من الأرض كأنه على صف واحد في استوائه ؛ قاله مجاهد. والمعنى واحد في القاع والصفصف ؛ فالقاع الموضع المنكشف، والصفصف المستوي الأملس. وأنشد سيبويه :

وكم دون بينك من صفصف ودكداك رمل وأعقادها
و ﴿قَاعاً﴾ نصب على الحال والصفصف. و ﴿لا تَرَى﴾ في موضع الصفة. ﴿فِيهَا عِوَجاً﴾ قال ابن الأعرابي : العوج التعوج في الفجاج. والأمت النبك. وقال أبو عمرو : الأمت النباك وهي التلال الصغار واحدها نبك ؛ أي هي أرض مستوية انخفاض فيها ولا ارتفاع. تقول : امتلأ فما به أمت، وملأت القربة ملئا لا أمت فيه ؛ أي لا استرخاء فيه. والأمت في اللغة المكان المرتفع. وقال ابن عباس :﴿عِوَجاً﴾ ميلا. قال : والأمت الأثر مثل الشراك. عنه أيضا ﴿عِوَجاً﴾ ﴿وَلاَ أَمْتاً﴾ رابية. وعنه أيضا : العوج [الانخفاض] والأمت الارتفاع. وقال قتادة :﴿عِوَجاً﴾ صدعا. ﴿وَلاَ أَمْتاً﴾ أي أكمة. وقال يمانك الأمت الشقوق في الأرض. وقيل : الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ويدق في مكان ؛ حكاه الصولي.
قلت : وهذه الآية تدخل في باب الرقي ؛ ترقى بها الثآليل وهي التي تسمى عندنا “بالبراريق” واحدها “بروقة” ؛ تطلع في الجسد وخاصة في اليد : تأخذ ثلاثة أعواد من تبن الشعير، يكون في طرف كل عود عقدة، تمر كل عقدة على الثآليل وتقرأ الآية مرة، ثم تدفن الأعواد في مكان ندي ؛ تعفن وتعفن الثآليل فلا يبقى لها أثر ؛ جربت ذلك نفسي وفي غيري فوجدته نافعا إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى :﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ﴾ يريد إسرافيل عليه السلام إذا نفخ في الصور ﴿لا عِوَجَ لَهُ﴾ أي لا معدل لهم عنه ؛ أي عن دعائه لا يزيغون ولا ينحرفون بل يسرعون إليه ولا يحيدون


الصفحة التالية
Icon