ابن حبيب : إنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود. النحاس :﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ﴾ في معناه قولان : أحدهما : أن هذا في الآخرة. وروى عكرمة عن ابن عباس ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ قال : الركوع والسجود ؛ ومعنى ﴿عَنَتِ﴾ اللغة القهر والغلبة ؛ ومنه فتحت البلاد عنوة أي غلبة ؛ قال الشاعر :
فما أخذوها عنوة عن مودة | ولكن ضرب المشرفي استقالها |
قوله تعالى :﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ لأن العمل لا يقبل من غير إيمان.
و ﴿مِنْ﴾ في قوله ﴿مِنَ الصَّالِحَاتِ﴾ للتبعيض ؛ أي شيئا من الصالحات. وقيل للجنس. ﴿فَلا يَخَافُ﴾ قرأ ابن كثير ومجاهد وابن محيص ﴿يَخَف﴾ بالجزم جوابا لقوله :﴿وَمَنْ يَعْمَلْ﴾. الباقون ﴿يَخَافُ﴾ رفعا على الخبر ؛ أي فهو لا يخاف ؛ أو فإنه لا يخاف. ﴿ظُلْماً﴾ أي نقصا لثواب طاعته، ولا زيادة عليه في سيئاته. ﴿وَلا هَضْماً﴾ بالانتقاص من حقه. والهضم النقص والكسر ؛ يقال : هضمت ذلك من حقي أي حططته وتركته. وهذ يهضم الطعام أي ينقص ثقله. وامرأة هضيم الكشح ضامرة البطن. الماوردي : والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، والهضم المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه ؛ قال المتوكل الليثي :
إن الأذلة واللئام لمعشر | مولاهم المتهضم المظلوم |