من غير فضيلة له عليكم. ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ أي مبعوثون من قبوركم. و ﴿أنّ﴾ الأولى في موضع نصب بوقوع ﴿يَعِدُكُمْ﴾ عليها، والثانية بدل منها ؛ هذا مذهب سيبويه. والمعنى : أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم. قال الفراء : وفي قراءة عبد الله ﴿أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاماً أنكم مخرجون﴾ ؛ وهو كقولك : أظن إن خرجت أنك نادم. وذهب الفراء والجرمي وأبو العباس المبرد إلى أن الثانية مكررة للتوكيد، لما طال الكلام كان تكريرها حسنا. وقال الأخفش : المعنى أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما يحدث إخراجكم ؛ فـ ﴿أنّ﴾ الثانية في موضع رفع بفعل مضمر ؛ كما تقول : اليوم القتال، فالمعنى اليوم يحدث القتال. وقال أبو إسحاق : ويجوز ﴿أيعدكم إنكم إذا مِتم وكنتم تراباً وعظاماً إنكم مخرجون﴾ ؛ لأن معنى ﴿أَيَعِدُكُمْ﴾ أيقول إنكم.
الآية : ٣٦ ﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾
قال ابن عباس : هي كلمة للبعد ؛ كأنهم قالوا بعيد ما توعدون ؛ أي أن هذا لا يكون ما يذكر من البعث. وقال أبو علي : هي بمنزلة الفعل ؛ أي بعد ما توعدون. وقال ابن الأنباري : وفي ﴿هيهات﴾ عشر لغات : هيهات لك "بفتح التاء" وهي قراءة الجماعة. وهيهاتِ لك "بخفض التاء" ؛ ويروى عن أبي جعفر بن القعقاع. وهيهاتٍ لك "بالخفض والتنوين" يروى عن عيسى ابن عمر. وهيهاتُ لك "برفع التاء" ؛ الثعلبي : وبها قرأ نصر بن عاصم وأبو العالية. وهيهات لك "بالرفع والتنوين" وبها قرأ أبو حيوة الشامي ؛ ذكره الثعلبي أيضا. وهيهاتاً لك "بالنصب والتنوين" قال الأحوص :

تذكرت أياما مضين من الصبا وهيهات هيهاتا إليك رجوعها
واللغة السابعة : أيهات أيهات ؛ وأنشد الفراء :
فأيهات أيهات العقيق ومن به وأيهات خل بالعقيق نواصله
قال المهدوي : وقرأ عيسى الهمداني ﴿هيهاتْ هيهاتْ﴾ بإسكان. قال ابن الأنباري : ومن العرب من يقول "أيهان" بالنون، ومنهم من يقول "أيها" بلا نون. وأنشد الفراء :


الصفحة التالية
Icon