قوله تعالى :﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ﴾ الآيات يريد بها القرآن. "تتلى عليكم" أي تقرأ. قال الضحاك : قبل أن تعذبوا بالقتل و ﴿تَنْكِصُونَ﴾ ترجعون وراءكم. مجاهد : تستأخرون ؛ وأصله أن ترجع القهقرى. قال الشاعر :
زعموا بأنهم على سبل النجا | ة وإنما نكص على الأعقاب |
قوله تعالى :﴿سَامِراً تَهْجُرُونَ﴾
فيه أربع مسائل :-
الأولى : قوله تعالى :﴿سَامِرا تَهْجُرونَ﴾ ﴿سَامِراً﴾ نصب على الحال، ومعناه سمارا، وهو الجماعة يتحدثون بالليل، مأخوذ من السمر وهو ظل القمر ؛ ومنه سمرة اللون. وكانوا يتحدثون حول الكعبة في سمر القمر ؛ فسمي التحدث به. قال الثوري : يقال لظل القمر السمر ؛ ومنه السمرة في اللون، ويقال له : الفخت ؛ ومنه قيل فاختة. وقرأ أبو رجاء ﴿سُمّاراً﴾ وهو جمع سامر ؛ كما قال :
ألست ترى السمار والناس أحوالي