فتكون إصابته نقمة وصرفه نعمة. وقد مضى في "البقرة". و[الرعد] أن من قال حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته عوفي مما يكون في ذلك الرعد. ﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ﴾ أي ضوء ذلك البرق الذي في السحاب ﴿يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ من شدة بريقه وضوئه. قال الشماخ :
وما كادت إذا رفعت سناها | ليبصر ضوءها إلا البصير |
يضيء سناه أو مصابيح راهب | أهان السليط في الذبال المفتل |
قوله تعالى :﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ قيل : تقليبهما أن يأتي بأحدهما بعد الآخر. وقيل : تقليبهما نقصهما وزيادتهما. وقيل : هو تغيير النهار بظلمة السحاب مرة وبضوء الشمس أخرى ؛ وكذا الليل مرة بظلمة السحاب ومرة بضوء القمر ؛ قاله النقاش. وقيل : تقليبهما باختلاف ما تقدر فيهما من خير وشر ونفع وضر. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ أي في الذي ذكرناه من تقلب الليل والنهار، وأحوال المطر والصيف والشتاء ﴿لَعِبْرَةً﴾ أي اعتبارا ﴿لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ أي لأهل البصائر من خلقي.