الآية : ٥٨ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
فيه ثمان مسائل :-
الأولى : قال العلماء، هذه الآية خاصة والتي قبلها عامة ؛ لأنه قال :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ [النور : ٢٧] ثم خص هنا فقال :﴿لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ فخص في هذه الآية بعض المستأذنين، وكذلك أيضا يتأول القول في الأولى في جميع الأوقات عموما. وخص في هذه الآية بعض الأوقات، فلا يدخل فيها عبد ولا أمة ؛ وغْداً كان أو ذا منظر إلا بعد الاستئذان. قال مقاتل : نزلت في أسماء بنت مرثد، دخل عليها غلام لها كبير، فاشتكت إلى رسول الله ﷺ ؛ فنزلت عليه الآية. وقيل : سبب نزولها دخول مدلج على عمر ؛ وسيأتي.
الثانية : اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى ﴿لِيَسْتَأْذِنْكُمُ﴾ على ستة أقوال
الأول : أنها منسوخة، قاله ابن المسيب وابن جبير.
الثاني : أنها ندب غير واجبة ؛ قاله أبو قلابة، قال : إنما أمروا بهذا نظرا لهم.
الثالث : عنى بها النساء ؛ قاله أبو عبد الرحمن السلمي.
الرابع : وقال ابن عمر : هي في الرجال دون النساء.
الخامس : كان ذلك واجبا، إذ كانوا لا غلق لهم ولا أبواب، ولو عاد الحال لعاد الوجوب حكاه المهدوي عن ابن عباس.