قوله تعالى :﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ﴾ النحت النجر والبري ؛ نحته ينحته "بالكسر" نحتا إذا براه والنحاتة البراية. والمنحت ما ينحت به. وفي ﴿وَالصَّافَّاتِ﴾ قال :﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ﴾ [الصافات : ٩٥]. وكانوا ينحتونها من الجبال لما طالت أعمارهم وتهدم بناؤهم من المدر. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع :﴿فَرِهِينَ﴾ بغير ألف. الباقون :﴿فَارِهِينَ﴾ بألف وهما بمعنى واحد في قول أبي عبيدة وغيره ؛ مثل :﴿عِظَاماً نَخِرَةً﴾ [النازعات : ١١] و ﴿نَاخِرَةً﴾. وحكاه قطرب. وحكى فره يفره فهو فاره وفره يفره فهو فره وفاره إذا كان نشيطا. وهو نصب على الحال. وفرق بينهما قوم فقالوا :﴿فَارِهِينَ﴾ حاذقين بنحتها ؛ قاله أبو عبيدة ؛ وروي عن ابن عباس وأبي صالح وغيرهما. وقال عبدالله بن شداد :﴿فَارِهِينَ﴾ متجبرين. وروي عن ابن عباس أيضا أن معنى :﴿فَرِهِينَ﴾ بغير ألف أشرين بطرين ؛ وقاله مجاهد. وروى عنه شرهين. الضحاك : كيسين. قتادة : معجبين ؛ قاله الكلبي ؛ وعنه : ناعمين. وعنه أيضا آمنين ؛ وهو قول الحسن. وقيل : متخيرين ؛ قاله الكلبي والسدي. ومنه قال الشاعر :
إلى فره يماجد كل أمر | قصدت له لأختبر الطباعا |