يصف رمحا : وأسمر البيت قال الجوهري : ردؤ الشيء يردؤ وداءة فهو رديء أي فاسد، وأردأته أفسدته، وأردأته أيضا يعني أعنته ؛ تقول : أردأته بنفسي أي كنت له ردءا وهو العون قال الله تعالى :﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي﴾. قال النحاس : وقد حكى ردأته : ردءا وجمع ردء أرداة وقرأ عاصم وحمزة :﴿يُصَدِّقُنِي﴾ بالرفع وجزم الباقون ؛ وهو اختيار أبي حاتم على جواب الدعاء واختار الرفع أبو عبيد على الحال من الهاء في ﴿أَرْسِلْهُ﴾ أي أرسله ردءا مصدقا حالة التصديق ؛ كقوله :﴿أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ﴾ [المائدة : ١١٤] أي كائنة ؛ حال صرف إلى الاستقبال ويجوز أن يكون صفة لقوله :﴿رِدْءاً﴾ ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ إذا لم يكن لي وزير ولا معين ؛ لأنهم لا يكادون يفقهون عني، فـ ﴿قَالَ﴾ الله جل وعز له ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾ أي نقويك به ؛ وهذا تمثيل ؛ لأن قوة اليد بالعضد قال طرفة :
بني لبيني لستم بيد... إلا يدا ليست لها عضد
ويقال في دعاء الخير : شد الله عضدك وفي ضده : فت الله في عضدك ﴿وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً﴾ أي حجه وبرهانا ﴿فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾ بالأذى ﴿بِآياتِنَا ﴾ أي تمتنعان منهم ﴿بِآياتِنَا﴾ فيجوز أن يوقف على ﴿إِلَيْكُمَا﴾ ويكون في الكلام تقديم وتأخير وقيل : التقدير ﴿أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾ بآياتنا قال الأخفش والطبري قال المهدوي : وفي هذا تقديم الصلة على الموصول، إلا أن يقدر أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون وعنى بالآيات سائر معجزاته.
الآية :[٣٦] ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾
الآية :[٣٧] ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon