" صفحة رقم ١٣٢ "
أغلق دونه باب حصنه وأبى أن يفتح له فقال له : افتح لي يا أخي فقال له : لا أفتح لك فإنك رجل مشئوم تدعوني إلى خلاف محمد وأنا قد عاقدته وعاهدته ولم أر منه إلا وفاء وصدقا فلست بناقض ما بيني وبينه فقال حيي : افتح لي حتى أكلمك وأنصرف عنك فقال : لا أفعل فقال : إنما تخاف أن آكل معك جشيشتك فغضب كعب وفتح له فقال : ياكعب إنما جئتك بعز الدهر جئتك بقريش وسادتها وغطفان وقادتها قد تعاقدوا على أن يستأصلوا محمدا ومن معه فقال له كعب : جئتني والله بذل الدهر وبجهام لا غيث فيه ويحك ياحيي دعني فلست بفاعل ما تدعوني إليه فلم يزل حيي بكعب يعده ويغره حتى رجع إليه وعاقده على خذلان محمد ( ﷺ ) وأصحابه وأن يسير معهم وقال له حيي بن أخطب : إن انصرفت قريش وغطفان دخلت عندك بمن معي من اليهود فلما انتهى خبر كعب وحيي إلى النبي ( ﷺ ) بعث سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وسيد الأوس سعد بن معاذ وبعث معهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير وقال لهم رسول الله ( ﷺ ) :) انطلقوا إلى بني قريظة فإن كان ما قيل لنا حقا فالحنوا لنا لحنا ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كان كذبا فاجهروا به للناس ) فانطلقوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ماقيل لهم عنهم ونالوا من رسول الله ( ﷺ ) وقالوا : لا عهد له عندنا فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكانت فيه حدة فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم فالذي بيننا وبينهم أكثر من ذلك ثم أقبل سعد وسعد حتى أتيا رسول الله ( ﷺ ) في جماعة المسلمين فقالا : عضل والقارة يعرضان بغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه فقال النبي ( ﷺ ) ) أبشروا يامعشر المسلمين ) وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتى المسلمين عدوهم من فوقهم يعني من فوق الوادي من قبل المشرق ومن أسفل منهم من بطن الوادي من قبل المغرب حتى ظنوا بالله الظنونا وأظهر المنافقون كثيرا مما كانوا يسرون فمنهم من قال : إن بيوتنا عورة فلننصرف إليها