" صفحة رقم ١٣٥ "
قال بن هشام : فرعل صغير الضباع وكانت عائشة رضي الله عنها في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معها وعلى سعد درع مقلصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربته وهو يقول : لبث قليلا يلحق الهيجا جمل لا بأس بالموت إذا كان الأجل ورمى يومئذ سعد بن معاذ بسهم فقطع منه الأكحل واختلف فيمن رماه فقيل : رماه حبان بن قيس بن العرقة أحد بني عامر بن لؤي فلما أصابه قال له : خذها وأنا بن العرقة فقال له سعد : عرق الله وجهك في النار وقيل : إن الذي رماه خفاجة بن عاصم بن حبان وقيل : بل الذي رماه أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم ولحسان مع صفية بنت عبد المطلب خبر طريف يومئذ ذكره بن إسحاق وغيره قالت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها : كنا يوم الأحزاب في حصن حسان بن ثابت وحسان معنا في النساء والصبيان والنبي ( ﷺ ) وأصحابه في نحر العدو لا يستطيعون الانصراف إلينا فإذا يهودي يدور فقلت لحسان : انزل إليه فاقتله فقال : ما أنا بصاحب هذا يابنة عبد المطلب فأخذت عمودا ونزلت من الحصن فقتلته فقلت : يا حسان انزل فاسلبه فلم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل فقال : مالي بسلبه حاجة يا بنة عبد المطلب قال : فنزلت فسلبته قال أبو عمر بن عبد البر : وقد أنكر ٢ هذا عن حسان جماعة من أهل السير وقالوا : لو كان في حسان من الجبن ما وصفتم لهجاه بذلك الذين كان يهاجيهم في الجاهلية والإسلام ولهجي بذلك ابنه عبد الرحمن فإنه كان كثيرا ما يهاجي الناس من شعراء العرب مثل النجاشي وغيره السادسة وأتى رسول الله ( ﷺ ) نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي فقال : يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم قومي بإسلامي فمرني بما شئت فقال له رسول الله ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon