" صفحة رقم ١٥٢ "
والقائلين لأخوانهم هلم فيهم ثلاثة أقوال : أحدها أنهم المنافقون قالوا للمسلمين : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه فهلم إلينا الثاني أنهم اليهود من بني قريظة قالوا لإخوانهم من المنافقين : هلم إلينا أي تعالوا إلينا وفارقوا محمدا فإنه هالك وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحدا والثالث ما حكاه بن زيد : أن رجلا من أصحاب النبي ( ﷺ ) بين الرماح والسيوف فقال أخوه وكان من أمه وأبيه : هلم إلي قد تبع بك وبصاحبك أي قد أحيط بك وبصاحبك فقال له : كذبت والله لأخبرنه بأمرك وذهب إلى رسول الله ( ﷺ ) ليخبره فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى : قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ذكره الماوردي والثعلبي أيضا ولفظه : قال بن زيد هذا يوم الأحزاب انطلق رجل من عند النبي ( ﷺ ) فوجد أخاه بين يديه رغيف وشواء ونبيذ فقال له : أنت في هذا ونحن بين الرماح والسيوف فقال : هلم إلى هذا فقد تبع لك ولأصحابك والذي تحلف به لا يستقل بها محمد أبدا فقال : كذبت فذهب إلى النبي ( ﷺ ) يخبره فوجده قد نزل عليه جبريل بهذه الآية ) ولا يأتون البأس إلا قليلا ( خوفا من الموت وقيل : لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة
الأحزاب :) ١٩ ( أشحة عليكم فإذا.....
) الاحزاب ١٩ (
قوله تعالى :) أشحة عليكم ( أي بخلاء عليكم أي بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله قاله مجاهد وقتادة وقيل : بالقتال معكم وقيل : بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم


الصفحة التالية
Icon