" صفحة رقم ١٥٧ "
تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله قاله قتادة وقول ثان رواه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال : خطب رسول الله ( ﷺ ) عام ذكرت الأحزاب فقال :) أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى فأبشروا بالنصر ) فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون : هذا ما وعدنا الله ورسوله ذكره الماوردي وما وعدنا إن جعلت ما بمعنى الذي فالهاء محذوفة وإن جعلتها مصدرا لم تحتج إلى عائد ) وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ( قال الفراء : وما زادهم النظر إلى الأحزاب وقال علي بن سليمان : رأى يدل على الرؤية وتأنيث الرؤية غير حقيقي والمعنى : ما زادهم الرؤية إلا إيمانا بالرب وتسليما للقضاء قاله الحسن ولو قال : ما زادوهم لجاز ولما اشتد الأمر على المسلمين وطال المقام في الخندق قام عليه السلام على التل الذي عليه مسجد الفتح في بعض الليالي وتوقع ما وعده الله من النصر وقال :) من يذهب ليأتينا بخبرهم وله الجنة ) فلم يجبه أحد وقال ثانيا وثالثا فلم يجبه أحد فنظر إلى جانبه وقال :) من هذا ) فقال حذيفة فقال :) ألم تسمع كلامي منذ الليلة ) قال حذيفة : فقلت يا رسول الله منعني أن أجيبك الضر والقر قال :) انطلق حتى تدخل في القوم فتسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده إلي انطلق ولا تحدث شيئا حتى تأتيني ) فانطلق حذيفة بسلاحه ورفع رسول الله ( ﷺ ) يده يقول :) يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي ) فنزل جبريل وقال :) إن الله قد سمع دعوتك وكفاك هول عدوك ) فخر رسول الله ( ﷺ ) على ركبتيه وبسط يديه وأرخى عينيه وهو يقول :) شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي ) وأخبره جبريل أن الله تعالى مرسل عليهم ريحا فبشر أصحابه بذلك