من مطر السماء. وقال محمد بن يزيد قولا رابعا، قال : إنما تستخرج الحلية من الملح خاصة. النحاس : وهذا أحسنها وليس هذا عنده، لأنهما مختلطان، ولكن جمعا ثم أخبر عن أحدهما كما قال جل وعز :﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ وكما تقول : لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خيرا وشرا. وكما تقول : لو رأيت الأعمش وسيبويه لملأت يدك لغة ونحوا. فقد عرف معنى هذا، وهو كلام فصيح كثير، فكذا :﴿ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ فاجتمعا في الأول وانفرد الملح بالثاني.
الثالث- وفي قوله :﴿ تَلْبَسُونَهَا ﴾، دليل على أن لباس كل شيء بحسبه ؛ فالخاتم يجعل في الإصبع، والسوار في الذراع، والقلادة في العنق، والخلخال في الرجل. وفي البخاري والنسائي عن ابن سيرين قال قلت لعبيدة : افتراش الحرير كلبسه ؟ فال نعم. وفي، الصحاح عن أنس "فقمت على حصير لنا قد اسود من طول ما لبس". الحديث.
قوله تعالى :﴿ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ ﴾ قال النحاس : أي ماء الملح خاصة، ولولا ذلك لقال فيهما. وقد مخرت السفينة تمخر إذا شقت الماء. وقد مضى هذا في ﴿النحل﴾. ﴿ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ فال مجاهد : التجارة في الفلك إلى البلدان البعيدة : في مدة قريبة ؛ كما تقدم في ﴿البقرة﴾. وقيل : ما يستخرج من حليته ويصاد من حيتانه. ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ على ما آتاكم من فضله. وقيل : على ما أنجاكم من هوله.
الآية :[١٣] ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمّىً ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾
قوله تعالى :﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ تقدم. ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمّىً ﴾ تقدم في ﴿لقمان﴾ بيانه.


الصفحة التالية
Icon