- الآية :[٦] -ayah text-primary">﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾
قوله تعالى :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ ﴿من﴾ في موضع رفع بالابتداء. و ﴿لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ : الغناء ؛ في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. وهو ممنوع بالكتاب والسنة ؛ والتقدير : من يشتري ذا لهو أو ذات لهو ؛ مثل :﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ أو يكون التقدير : لما كان إنما اشتراها يشتريها ويبالغ في ثمنها كأنه اشتراها للهو.
قلت : هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه. والآية الثانية قوله تعالى :﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾ قال ابن عباس : هو الغناء بالحميرية ؛ اسمدي لنا ؛ أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى :﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ قال مجاهد : الغناء والمزامير. وقد مضى في ﴿سبحان﴾ الكلام فيه. وروى الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله ﷺ قال :"لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية. قال أبو عيسى : هذا حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة وعلّي ابن يزيد يضعّف في الحديث ؛ قاله محمد بن إسماعيل. قال ابن عطية : وبهذا فسر ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبدالله ومجاهد، وذكره أبو الفرج الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعّي.


الصفحة التالية
Icon