ومن قال آلهة تعبد. وقيل : الملأ الأعلى ها هنا قريش ؛ يعني اختصامهم فيما بينهم سرا، فأطلع الله نبيه على ذلك. ﴿ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ أي إن يوحى إلي إلا الإنذار. وقرأ أبو جعفر بن القعقاع ﴿ إِلاَّ أَنَّمَا ﴾ بكسر الهمزة ؛ لأن الوحي قول، كأنه قال : يقال لي إنما أنت نذير مبين، ومن فتحها جعلها في موضع رفع ؛ لأنها اسم ما لم يسم فاعله. قال الفراء : كأنك قلت ما يوحى إلي إلا الإنذار، النحاس : ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى إلا لأنما. والله أعلم.
الآية :[٧١] ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ ﴾
الآية :[٧٢] ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾
الآية :[٧٣] ﴿ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾
الآية :[٧٤] ﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
قوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ﴾ ﴿ إِذْ ﴾ من صلة ﴿ يَخْتَصِمُونَ ﴾ المعنى ؛ ما كان لي من علم بالملأ الأعلى حين يختصمون حين ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ ﴾. وقيل :﴿ إِذْ قَالَ ﴾ بدل من ﴿ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ و ﴿ يَخْتَصِمُونَ ﴾ يتعلق بمحذوف ؛ لأن المعنى ما كان لي من علم بكلام الملأ الأعلى وقت اختصامهم. ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ﴾ ﴿ إِذْا ﴾ ترد الماضي إلى المستقبل ؛ لأنها تشبه حروف الشرط وجوابها كجوابه ؛ أي خلقته. ﴿ سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾ أي من الروح الذي أملكه ولا يملكه غيري. فهذا معنى الإضافة، وقد مضى هذا المعنى مجودا في ﴿النساء﴾ في قوله في عيسى ﴿ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾. ﴿ فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ نصب على الحال. وهذا سجود تحية لا سجود عبادة. وقد مضى في ﴿البقرة﴾. ﴿ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ أي امتثلوا الأمر وسجدوا له خضوعا له وتعظيما لله بتعظيمه ﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ ﴾ أنف من السجود له جهلا بأن السجود له طاعة لله ؛ والأنفة من طاعة الله استكبارا كفر، ولذلك كان من الكافرين باستكباره عن أمر الله تعالى. وقد مضى الكلام في، هذا في ﴿البقرة﴾ مستوفى.