قوله تعالى :﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ ﴾ ﴿الله﴾ نصب بـ ﴿ أَعْبُدُ ﴾، ﴿ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ﴾ طاعتي وعبادتي. ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ أمر تهديد ووعيد وتوبيخ ؛ كقوله تعالى :﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾. وقيل : منسوخة بآية السيف.
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ قال ميمون بن مهران عن ابن عباس : ليس من أحد إلا وقد خلق الله له زوجة في الجنة، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله. في رواية عن ابن عباس : فمن عمل بطاعة الله كان له ذلك المنزل والأهل إلا ما كان له قبل ذلك، وهو قوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾. ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ﴾ سمى ما تحتهم ظللا ؛ لأنها تظل من تحتهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى :﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ وقوله :﴿ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾. ﴿ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ ﴾ قال ابن عباس : أولياءه. ﴿ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ أي يا أوليائي فخافون. وقيل : هو عام في المؤمن والكافر. وقيل : خاص بالكفار.
الآية :[١٧] ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴾
الآية :[١٨] ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا ﴾ قال الأخفش : الطاغوت جمع ويجوز أن تكون واحدة مؤنثة. وقد تقدم. أي تباعدوا من الطاغوت وكانوا منها على جانب فلم يعبدوها. قال مجاهد وابن زيد : هو الشيطان. وقال الضحاك والسدي : هو الأوثان. وقيل : إنه الكاهن. وقيل إنه اسم أعجمي مثل طالوت وجالوت وهاروت وماروت. وقيل : إنه اسم عربي مشتق من الطغيان، و ﴿أن﴾ في موضع نصب بدلا من الطاغوت، تقديره : والذين