في ﴿البقرة﴾ بيانه فتأمله هناك. وقرأ ابن كثير وابن محيصن ورويس عن يعقوب وعياش عن أبي عمرو وأبو بكر والمفضل عن عاصم ﴿ سَيَدْخُلُونَ ﴾ بضم الياء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله. الباقون ﴿ يَدْخُلُونَ ﴾ بفتح الياء وضم الخاء. ومعنى ﴿ دَاخِرِينَ ﴾ صاغرين أذلاء وقد تقدم.
قوله تعالى :﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ﴾ ﴿ جَعَلَ ﴾ هنا بمعنى خلق ؛ والعرب تفرق بين جعل إذا كانت بمعنى خلق وبين جعل إذ لم تكن بمعنى خلق ؛ فإذا كانت بمعنى خلق فلا تعديها إلا إلى مفعول واحد، وإذا لم تكن بمعنى خلق عدتها إلى مفعولين ؛ نحو قوله :﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ﴾ وقد مضى هذا المعنى في موضع. ﴿ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً ﴾ أي مضيئا لتبصروا فيه حوائجكم وتتصرفوا في طلب معايشكم. ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ﴾ فضله وإنعامه عليهم.
قوله تعالى :﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ بين الدلالة على وحدانيته وقدرته. ﴿ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان بعد أن تبينت لكم دلائله كذلك ؛ أي كما صرفتم عن الحق مع قيام الدليل عليه فـ ﴿ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ﴾ يصرف عن الحق ﴿ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾.
قوله تعالى :﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً ﴾ زاد في تأكيد التعريف والدليل ؛ أي جعل لكم الأرض مستقرا لكم في حياتكم وبعد الموت. ﴿ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ تقدم. ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ أي خلقكم في أحسن صورة. وقرأ أبو رزين والأشهب العقيلي ﴿ وَصَوَّرَكُمْ ﴾ بكسر الصاد ؛ قال الجوهري : والصور بكسر الصاد لغة في الصور جمع صورة، وينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف الجواري قائلا :



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
أشبهن من بقر الخلصاء أعينها وهن أحسن من صيرانها صورا