الآية : ١٨ ﴿قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ، فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ، وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ، هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾
قوله تعالى :﴿قُلْ نَعَمْ ﴾ أي نعم تبعثون. ﴿وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ﴾ أي صاغرون أذلاء ؛ لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون. وقيل : أي ستقوم القيامة وإن كرهتم، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم. ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ أي صيحة واحدة، قاله الحسن وهي النفخة الثانية. وسميت الصيحة زجرة ؛ لأن مقصودها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق. ﴿فإذا هم﴾ قيام
قوله تعالى :﴿ينظرون﴾ أي ينظر بعضهم إلى بعض. وقيل : المعنى ينتظرون ما يفعل بهم. وقيل : هي مثل قوله :﴿فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الأنبياء : ٩٧]. وقيل : أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه.
قوله تعالى :﴿وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ نادوا على أنفسهم بالويل ؛ لأنهم يومئذ يعلمون ما حل بهم. وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين. وزعم الفراء أن تقديره : ياوي لنا، ووي بمعنى حزن. النحاس : ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا. و ﴿يوم الدين﴾ يوم الحساب. وقيل : يوم الجزاء. ﴿هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون﴾ قيل : هو من قول بعضهم لبعض ؛ أي هذا اليوم الذي كذبنا به. وقيل : هو قول الله تعالى لهم. وقيل : من قول الملائكة ؛ أي هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل. فـ ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى : ٧].
الآية : ٢٢ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ، مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ،


الصفحة التالية
Icon