الناس. وأبو مالك عمرو بن كركرة رجل من علماء اللغة. قال أبو عبيد : وأما الأفلاذ فإن واحدها فلذ، وهي القطعة من الكبد. قال أعشى باهلة :
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها | من الشواء ويروي شربه الغمر |
وفي صحيح مسلم وغيره أن عمر رضي الله عنه دخل على النبي ﷺ وهو في مشربته حين هجر نساءه قال : فالتفت فلم أر شيئا يرد البصر إلا أهبا جلودا معطونة قد سطع ريحها، فقلت : يا رسول الله، أنت رسول الله وخيرته، وهذا كسرى وقيصر في الديباج والحرير ؟ قال : فاستوى جالسا وقال :"أفي شك أنت يا ابن الخطاب. أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا" فقلت : استغفر لي فقال :"اللهم اغفر له". وقال حفص بن أبي العاص : كنت أتغدى عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخبز والزيت، والخبز والخل، والخبز واللبن، والخبز والقديد، وأقل ذلك اللحم الغريض. وكان يقول : لا تنخلوا الدقيق فإنه طعام كله، فجيء بخبز متفلع غليظ، فجعل يأكل ويقول : كلوا، فجعلنا لا نأكل، فقال : ما لكم لا تأكلون ؟ فقلنا : والله يا أمير المؤمنين نرجع إلى طعام ألين من طعامك هذا، فقال : يا بن أبي العاص أما ترى بأني عالم أن لو أمرت بعناق سمينة فيلقى عنها شعرها ثم تخرج مصلية كأنها كذا وكذا،