أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا | إذا خلفونا عند ذكر المكارم |
وإنا رؤوس الناس من كل معشر | وأن ليس في أرض الحجاز كدارم |
وإن لنا المرباع في كل غارة | تكون بنجد أو بأرض التهائم |
بني دارم لا تفخروا إن فخركم | يعود وبالا عند ذكر المكارم |
هبلتم علينا تفخرون وأنتم | لنا خول من بين ظئر وخادم |
فقالوا : خطيبهم أخطب من خطيبنا، وشاعرهم أشعر من شاعرنا، فارتفعت أصواتهم فأنزل الله تعالى :﴿لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ﴾. وقال عطاء الخراساني : حدثتني ابنة ثابت بن قيس قالت : لما نزلت :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ الآية، دخل أبوها بيته وأغلق عليه بابه، ففقده النبي ﷺ فأرسل إليه يسأله ما خبره، فقال : أنا رجل شديد الصوت، أخاف أن يكون حبط عملي. فقال عليه السلام :"لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير". قال : ثم أنزل الله :﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان : ١٨] فأغلق بابه وطفق يبكي، ففقده النبي ﷺ فأرسل إليه فأخبره، فقال : يا رسول الله، إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي. فقال :"لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة". قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة فلما التقوا انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيقة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ﷺ، ثم حفر كل واحد منهما له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من