والقراءة الصحيحة ﴿اللاَّتَ﴾ بالتخفيف اسم صنم والوقوف عليها بالتاء وهو اختيار الفراء. قال الفراء : وقد رأيت الكسائي سأل أبا فقعس الأسدي فقال ذاه لذات ولاه للات وقرأ ﴿اللاَّهَ﴾ وكذا قرأ الدوري عن الكسائي والبزي عن ابن كثير ﴿اللاَّهَ﴾ بالهاء في الوقف، ومن قال : إن ﴿اللاَّتَ﴾ من الله وقف بالهاء أيضا. وقيل : أصلها لاهة مثل شاة أصلها شاهة وهي من لاهت أي آختفت ؛ قال الشاعر :
لاهت فما عرفت يوما بخارجة | يا ليتها خرجت حتى رأيناها |
قوله تعالى :﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾ قرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد ومجاهد والسلمي والأعشى عن أبي بكر ﴿وَمَنَاةَ﴾ بالمد والهمز. والباقون بترك الهمز لغتان. وقيل : سمي بذلك ؛ لأنهم كانوا يريقون عنده الدماء يتقربون بذلك إليه. وبذلك سميت منى لكثرة ما يراق فيها من الدماء. وكان الكسائي وابن كثير وابن محيصن يقفون بالهاء على الأصل.