فقال :"لا" لا يهاج القرآن اليوم. قال أبو بكر : ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان فرط من قول. والمنضود المتراكب الذي "قد" نضد أوله وآخره بالحمل، ليست له سوق بارزة بل هو مرصوص، والنضد هو الرص والمنضد المرصوص، قال النابغة :
خلت سبيل أتى كان يحسبه | ورفعته إلى السجفين فالنضد |
قوله تعالى :﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ أي دائم باق لا يزول ولا تنسخه الشمس، كقوله تعالى :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً﴾ وذلك بالغداة وهي ما بين الإسفار إلى طلوع الشمس حسب ما تقدم بيانه هناك. والجنة كلها ظل لا شمس معه. قال الربيع بن أنس : يعني ظل العرش. وقال عمر بن ميمون : مسيرة سبعين ألف سنة. وقال أبو عبيدة : تقول العرب للدهر الطويل والعمر الطويل والشيء الذي لا ينقطع ممدود، وقال لبيد :
غلب العزاء وكنت غير مغلب | دهر طويل دائم ممدود |