وكقوله :
ورأيت زوجك في الوغى... متقلدا سيفا ورمحا
فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية. ففي صحيح الحديث أن النبي ﷺ قال :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم". وعن هذا عبر الحسن في هذه الآية بقوله : يأمرهم وينهاهم. وقال بعض العلماء لما قال :﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ دخل فيه الأولاد ؛ لأن الولد بعض منه. كما دخل في قوله تعالى :﴿وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ﴾ فلم يفردوا بالذكر إفراد سائر القرابات. فيعلمه الحلال والحرام، ويجنبه المعاصي والآثام، إلى غير ذلك من الأحكام. وقال عليه السلام :"حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ". وقال عليه السلام :"ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن". وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع". خرجه جماعة من أهل الحديث. وهذا لفظ أبي داود. وخرج أيضا عن سمرة بن جندب قال : قال النبي ﷺ :"مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فأضربوه عليها". وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة ووجوب الصيام ووجوب الفطر إذا وجب ؛ مستندا في ذلك إلى رؤية الهلال. وقد روى مسلم أن النبي ﷺ كان إذا أوتر يقول :"قومي فأوتري يا عائشة". وروي أن النبي ﷺ قال :"رحم الله امرأ قام من الليل فصلى فأيقظ أهله فإن لم تقم رش وجهها بالماء. رحم الله امرأة قامت من الليل تصلى وأيقظت زوجها فإذا لم يقم رشت على وجهه من الماء". ومنه قوله صلي الله عليه وسلم :"أيقظوا صواحب الحجر". ويدخل هذا في عموم قوله تعالى :﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ وذكر القشيري أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية : يا رسول