﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ أي إن الله هو العالم بمن حاد عن دينه. ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ أي الذين هم على الهدى فيجازي كلا غدا بعمله.
الآية :[٨] ﴿فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ﴾
نهاه عن ممايلة المشركين ؛ وكانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفوا عنه، فبين الله تعالى أن ممايلتهم كفر. وقال تعالى :﴿وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً﴾. وقيل : أي فلا تطع المكذبين فيما دعوك إليه من دينهم الخبيث. نزلت في مشركي قريش حين دعوه إلى دين آبائه.
الآية :[٩] ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾
قال ابن عباس وعطية والضحاك والسدي : ودوا لو تكفر فيتمادون على كفرهم. وعن ابن عباس أيضا : ودوا لو ترخص لهم فيرخصون لك. وقال الفراء والكلبي : لو تلين فيلينون لك. والادهان : التليين لمن لا ينبغي له التليين ؛ قاله الفراء. وقال مجاهد : المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك. وقال الربيع بن أنس : ودوا لو تكذب فيكذبون. وقال قتادة : ودوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك. الحسن : ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم. وعنه أيضا : ودوا لو ترفض بعض أمرك فيرفضون بعض أمرهم. زيد بن أسلم : لو تنافق وترائي فينافقون ويراؤون. وقيل : ودوا لو تضعف فيضعفون ؛ قال أبو جعفر. وقيل : ودوا لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم ؛ قاله القتبي. وعنه : طلبوا منه أن يعبد ألهتهم مدة ويعبدوا إلهه مدة. فهذه آثنا عشر قولا. ابن العربي : ذكر المفسرون فيها نحو عشرة أقوال كلها دعاوى على اللغة والمعنى. أمثلها قولهم : ودوا لو تكذب فيكذبون، ودوا لو تكفر فيكفرون.


الصفحة التالية
Icon